الكاتب:أتعود
أيام الشباب بعد الشيب - الجزء الثاني
أتعود أيام الشباب بعد الشيب
طوال التاريخ يبكي الانسان أيام الصبا ويتحسر
والشيخوخة كأي مرض يؤرق الانسان ، ولكنه أكثر الحقائق التي يسلم بها غالبية البشر ، ولكن هناك من يرى بأن الانسان يمكن أن يعيش شابا متمتعا بكامل قواه الحسية والعقلية ، لو استطاع ا، يصل الى سر الشيخوخة وعلاجها وقهرها كما قهر أمراضا كثيرة ، وتعددت أساليب قهر الشيخوخة وطرق مواجهتها
1-الأدباء والشعراءبكوا شبابهم وتحسروا عليه وتمنوا لو تعود أيام الشباب ، لتخلصهم من الضعف فقال أبو العتاهية متمنيا عودة أيام الشباب
ألا ليت الشباب يعوديوما .........فأخبره بما فعل المشيب
وقال شاعر آخر مسلما بما آل إليه
ذهب الشباب فما له من عودة .......وأتى المشيب فأين منه المهرب
وتعددت مواقف الشعراء وحسراتهم أو تسليمهم بالأمر الواقع
ولكن كثير من الأدباء ، تخيل عودة الشباب والخلود أما عن طريق الأعشاب والتعاويذ السحرية ، وكان لبعض الروائيين الذين آمنوا بالعلم وقدراته شطحات من الخيال والتصورات وسجلوا لنا روايات يسترد فيها الانسان قواه وشبابه ، وتخيلوا امكانية قهر الزمان ، وعيش الانسان في أزمنة متعددة ، لا يشيخ فيها ولا يهرم
الأدباء سباقون في خيالهم العلم ..بل هم يتخيلون ويمهدون الطريق أمام العلماء، فغزو العلم للفضاء سبقه غزو الأدباء وصنعهم سفن تنقلهم بين الأجرام ..
2- العلماء ، يعتبر كثير من العلماء الشيخوخة مرض كأي مرض آخر ن فانطلق الكثير من العلماء دراسة أسباب الشيخوخة وهل السبب الزمن أو الطعام أو الحالة النفسية وقناعة الانسان وتسليمه ..وبدأت المعامل تحليل الخلية ومراقبة حياتها وموتها ودرسوا الغدد وما تفرزه في سن الشباب والشيخوخة وانطلقت نظريات كثيرة وقالوا
إن الطعام ممكن أن يقلل من أثر الشيخوخة أو تسارعها
وقالوا أن الحالة النفسية وقناعات الانسان لها دور كبير وتثير على الجسد فقناعة الانسان بأنه كبر وضعف وعيشه كإنسان هرم ضعيف ، تزيد من تأثير الكبر والشيخوخة
وهناك علماء رأوا بأنه يمكن تصنيع عقاقير تعيد حيوية الخلايا ،وتغير برمجة اشارت الدماغ الى الخلية ..ويقال بأن العلماء يرون امكانية عيش الانسان مائة وخمسين عاما بكامل قواه ويتوقعون أن تظهر نتائج أبحاثهم خلال عشر سنوات ..وستكون الطفرة الكبرى
3- واعتبر الرسول صلى الله عليه وسلم كل ما يصيب الانسان مرض له دواء إلا داء الموت فلا مفر منه ولا دواء
وقد قال أحد الشعراء
كل ابن انثى وان طالت سلامته ......يوما على آلة حدباء محمول
وقد رأى رجال الدين في الشيب والشيخوخة رسل الفناء والموت
4 - النساء أكثر الفئات قلق وخوف ومقاومة للشيخوخة والهرم ، فلجأت النساء الى طرق متعددة
1- لجأن الى الكريمات والمساحيق لإخفاء التجاعيد وأثر السنين والى الصبغات لإخفاء المشيب .
2- لجأن الى العقاقير والعمليات الجراحية لاستعادة الشباب
3- لجأن الى الدجالين والسحرة والمشعوذين لاستعادة الحب والغرام والشباب
4- لجأن للعطارين ووصفات الاعشاب
والحقيقة أنا كنت أحد المؤمنين بقدرة الاعشاب والطبيعة على احياء الجمال وإخفاء أثر السنين وقد كنت أعد خلطات سحرية لتبييض البشرة أو تقليل التجاعيد وقد كنت أقوم بتجربتها على نفسي قبل أن أحضرها وأصفها للنساء وأجني من وراء ذلك أموالا طائلة حتى رأيت أثر السنين تتسارع على وجهي فقالت لي أحد النساء : أصبحت عجوزا ، فكانت كالمطرقة التي أيقظتني ..ثم أكملت (باب النجار مخلع) ارجع للجزء الأول أتعود أيام الشباب بعد الشيب - تحسست وجهي ولكني تمتمت لازلت شابا ولأبقى شابقا ..ولكن اذا نظرت في المرآة من سأرى ..فكرت وتمتمت يومها أنا أمام أمرين
أما أن أعيش بقناعاتي ولا أصدق المرآة ولا أصدق أحد غير قناعاتي وما أؤمن به بيني وبين نفسي لازلت قادر أن كما أحب لازلت شابا قويا نشيطا لن أصدق ما يقولون ..وبالفعل بدأت بتنظيم الطعام والشراب وأنا أحلم بأن أعيد أيام الصبا والشباب وابتعدت عن كثير من الاشياء المصنعة وبالذات الحلويات ثم النشويات وخففت من اللحوم وكان أكثر طعامي فاكهة وخضار وماء وبدأت أمارس الرياضة في أوقات متعددة ..وكان مشروبي الاعشاب ..وبطبيعتي لا أدخن فهو العدو رقم واحد للشباب وهو قطار الشيخوخة السريع ارجع لمقالي كيف تركت التدخين بعد عشق طويل الجزء الثالت بدأت أهتم بنفسي كثيرا ...والحقيقة أثر ذلك كان سريعا والخلطات السحرية للوجه التي كنت أصفها للنساء لم أنسها ..ونظرت في المرآة وكان هناك تغيرات مشجعة ولكنها لم ترضيني ..ففكرت في الطريقة الثانية
هل أفكارنا تعيد أعمارنا
وهي فكرة رائعة يمكن كل إنسان أن يعملها
أن أخترع مرآة تظهرني شابا جميلا اذا نظرت إليها ولازالت محاولاتي مستمرة ولكن هناك بوادر مشجعة لو نجحت سأعمل حلقة خاصة عنها ولكني سأكتفي بما وصلت إليه وهي أني لا زلت شابا وسأحيا حتى النهاية بهذه الفكرة ....
إرسال تعليق