مطلقة .. ما جريمتي ؟ وما الحل؟
مطلقة .. ما جريمتي؟ وما الحل؟
تمردت على الظلم والعبودية ، طالبت بالعدل والمشاركة في الحياة ، لم تتحملي العذاب واخترت الفرار
، وهذه ذنوب لا يقبلها ،من بيدهم
القرار
كنا زملاء ،وكانت سماح محط أنظار الجميع
، كانت جميلة ذكية فيها فتنة وإثارة ، لها ابتسامة ساحرة ، ولم تكد تنتهي من الدراسة
حتى فوجئنا بزواجها من ابن عمها ، وكان متزوج من أخرى كيف وافقت ، تزوجته صاغرة وتاهت فترة في زحام الحياة
ثم كان طلاقها ، لم تنجب خلال فترة زواجها أو لم تكن تريد الانجاب كما تقول..
سألت سماح ، هل ارتحت بعد الطلاق
وضع المرأة بعد الطلاق
ردت سماح بحزن ...أتعرف ما معنى مطلقة هنا
، أشبه بوصمة عار وليس حالة اجتماعية عادية ، محل شك أينما ذهبت ، حتى صديقاتي أخذن
يبتعدن عني ، أتعرف لماذا؟
قلت بهدوء ..لا ما السبب؟|
قالت سماح : يخفن على أزواجهن مني ..كل
واحدة تشك بأني أتيت لزيارتها لأخطف زوجها ..أو أثيره ..
قلت مستغربا ..ياه حتى صديقاتك
تغير معاملة الجميع للمرأة بعد الطلاق.
قالت المشكلة ،أصبحت مقيدة ..أبي أمي أخوتي
، يشكون بي اذا خرجت من البيت ، لا أكاد أغيب عن البيت حتى تتلاحق الأسئلة أين ذهبت
؟ لماذا تأخرت ؟ من قابلت ؟ ألم يكن الأولى لو تحملت زوجك؟ ..لقد أصبحت حياتي كابوسا
لا يطاق ، شكوك وتحقيقات ، المشكلة الكبرى من سيتقدم للزواج بي ، رجل عجوز فقد زوجته في آخر أيامه أو رجل شهواني
لديه زوجتان ويبحث عن ثالثه ...
قلت ..ياه هل حقيقة ما أسمع أهذه سماح المرحة
التي كانت تملأ الكلية بالضحك والضجيج، ,وكانت طموحة لا تعرف اليأس ..
الحالة النفسية للمرأة المطلقة
دمعت عينا سماح وهي تقول ..ماتت سماح التى
عرفتها ، دفنها زوجها وأهلها والجميع ..سماح اليوم مطلقة يطاردها الهم والعذاب وينتظرها
الشك والخوف ..
ولا أكاد أجد عمل ، حتى يطلب مني المدير
الثمن ، المطلقة محط طمع الجميع ، الكل يريدني خليلة يتسلى بها ثم يرميها ، فلا أحد
أعزب يفكر بالارتباط بمطلقة ، هل عرفت يا صلاح
حالي
نظرت إليها بإشفاق وأنا أقول لازلت أقول
ياسماح ..هناك دائما أمل هناك دائما نافذة يطل منها النور ، اهدأي وسنفكر في الحل فأنت
صديقة غالية ..وأثناء حديثي دخل المكتب زياد ثم تلاه حامد ، ثم تلاه فاتن ...رحبت بالقادمين
وتهلل الجميع برؤية سماح وتوالت ذكريات الماضي ، وأخذت تصفو ملامح سماح ، وعندما عرف
الجميع قصتها ، أحزنهم الأمر وأخذوا يواسونها ويخففون عنها المصاب ، ويفتحون أمامها
باب الأمل فقال زياد
وماذا يعني الطلاق ...اثنان اختلفا ولم
يتفقا ، فكل له الحق في البحث عن طريق جديد ، شركة أنشأناها وفشلت ، هل هذا يعني نهاية
الحياة
قلت حقيقة الأمر ليس بالسهل في مجتمعنا
، ربما الأمر سهل على الرجل ، ولكن بالنسبة للمرأة الأمر صعب ، ولكن البداية من جديد
ليس بالمستحيل
قال حامد : نعم المطلقة تعاني في مجتمعنا
بل البداية لها ليس كالبداية الأولى ، ولكن
ما الأسباب وما الحل؟
الناس تنظر الى المطلقة باستعلاء ويطلقون
ألقاب وأوصاف غريبة عليها ، فاشلة مستعملة وأشباه هذه ... قاطعته فاتن غاضبة ، لقد تزوجت أربع مرات ولم
أسمع زوجي يذكر كلمة مما تقوله ..بل هو يحبني ولدينا طفلان جميلان لا يفارقما ...
الحلول أمام المرأة المطلقة
قلت بإعجاب لو كان للنساء خيالك وطموحك
وذكائك ، لم تشعر باليأس امرأة حتى لو فشلت في زواجها مرات
قالت سماح ..نجاحك يا فاتن في الحياة مثار
فخر وإعجاب الجميع ، ليتني ...قاطعتها فاتن وقالت
تعالي غدا الى مكتبي وسأضعك على أول الطريق
وتكوني فاتن جديدة ..
تهلل وجه سماح بالفرحة وهي تهتف أحس كأنني
كنت في قاع بئر وخرجت منه ..
الحقيقة في نظري المرأة المطلقة انسانة
لم توفق في تجربتها الأولى وبامكانها أن تبدأ تجربة ثانية وثالتة فما المانع ؟ من حقها
أن تعيش كالرجل ولا عيب في الطلاق ..ولا عيب في الزواج حتى لو كان ذلك عشر مرات ..انفجرنا
ضاحكين ونحن نقول لا تبالغ يا زياد ...
قال محتجا ..حتى تجد الرجل المناسب الذي
تسعد بجانبه ، وأخذ يرفع الروح المعنوية لسماح ويثني على جمالها وثقافتها ، وأحسست
بنوع من التقارب بينهما ..
اقتراحات أمام المرأة المطلقة
فقال حامد ن المرأة التي تنال حريتها ولا
أقول مطلقة ، عليها بالرجوع للدراسة اذا لم تكن قد أكملت دراستها الجامعية ، اما اذا
أكملت الدراسة الجامعية ، فعليا البحث عن عمل ، وستجد العمل المناسب ومن ثم سيكون لديها
الحافز والوقت لتكمل الدراسات العليا ، خصوصا اذا لم يكن هناك أولاد ...
فقلت والله فكرة رائعة فتكسب احترام الجميع
فقالت سماح ولماذا لا أنال شهادة الماجستير
، فكرتك رائعة يا حامد ، ربما أستطيع ولكن لا تستطيع كل المطلقات فعل ذلك
قالت فاتن : لكن كل مطلقة يجب أن تتحلى
بالإرادة والتصميم لتغيير حياتها، لا أن تستسلم وتجلس تنتظر رجل يسومها العذلب أللوان
، والله أنا أفكر في فتح مكتب لمساعدة وتأهيل المطلقات ، ورفع الروح المعنوية لهن ،
وإعادة كرامتها لها
قلت والله فكرة رائعة ، ويمكن أن يكون مشروع
ناجح وأنا أول من سيقدم تبرعات له
انتهى نقاشنا بأن تذهب سماح الى فاتن لمساعدتها
، وكان تفاهم خفي بين زياد وسماح قدمت له رقم هاتفها ليطمئن عليها
وفي اليوم التالي قدمت فاتن لسماح محلا
صغيرا ، بعد أن تفاهمت مع والدها ، وقد نجحت نجاحا مذهلا ، وكان نجاحها الأكبر في نيل
شهادة الماجستير بامتياز ..وقد تم خطبة زياد لسماح ، بعد قصة حب طويلة ..
إرسال تعليق